تأثير التلفاز على نمو الأطفال

أضرار التلفاز على الأطفال

ما مدى تأثير التلفاز على نموالأطفال

في العصر الذي نعيشه اليوم، يعتبر التلفاز الحليف الأول لكل أب وأم لا يسعفهما الوقت للاهتمام الطويل بأطفالهم، فنجد الكثير من الآباء، بعد يوم شاق في العمل، مستعدين لترك صغارهم لساعات طويلة أمام التلفاز أو الهواتف الذكية كوسيلة لإلهاء الأطفال وتهدئتهم لما للتلفاز من قدرة خارقة على إثارة انتباههم و إعجابهم خاصة في سن حديثة.

لكن ما يجهله معظم الآباء، أن للتلفاز تأثيرات جد سلبية على نمو الطفل وتكوينه وتربيته. لأن البرامج التي يعرضها تشوبها العديد من التناقضات والتغيرات على مستوى الصور والأصوات، وقد يكون لهذه التغيرات السريعة في الصور والوضعيات تأثير سلبي على دماغ الطفل.

إن دماغ الأطفال ينمو بنسبة كبيرة خلال الثلاث سنوات الأولى من حياتهم، و بالتالي فكل المؤثرات الخارجية التي يتعرض لها خلال هذه الفترة لها تأثير عميق على دماغه. فلكي ينمي مهاراته الفكرية والاجتماعية واللغوية يحتاج دماغ الرضيع إلى :

  • التفاعل مع الأشياء: يحتاج أن يرى ردود الأفعال من العالم الذي يحيط به، فإذا أسقط لعبة من يده يحتاج إلى أن يسمع صوت اصطدامها مع الأرض، و إذا إبتسم يحتاج لك أن تبتسمي في وجهه بدورك، و إذا غرد (gazouiller ) يحتاج إلى من يتحاور معه. و هذا كله لن يتوفر لرضيعك أمام التلفاز.فهو يكتفي بمشاهدة صور غريبة واحدة تلو أخرى دون أن يستطيع لمسها بيده أو إكتشافها بفمه أو حتى فهم معناها. 
  • إدراك الأبعاد الثلاثية التي خلقت بها الأشياء: إن الأشكال على شاشة التلفاز تبدو ثنائية الأبعاد على عكس ماهيتها في الحقيقة (3 أبعاد)، فإن الكرة مثلا تبدو دائرة والهرم يبدو مثلثا، مما يصعب على الطفل والرضيع استيعابه. و سرعة توالي الصور ترغمه على عدم التركيز.

كما أن مشاهدة التلفاز لفترات طويلة وبطريقة عبثية تسبب التأخر في النمو لدى الأطفال وبعض الاضطرابات في التركيز والانتباه كما بينا سابقا، ويمكن أن تتسبب كذلك عادة الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة في إصابة الطفل بمشاكل في الوزن بسبب عدم ممارسته أي نشاط بدني.

وأخيرا، تحفز بعض البرامج الطفل على تعلم العنف والعدوانية، خاصة مع الأعمال التي تعتمد بكثرة على الحركة والضرب 

السن المناسب لمشاهدة الطفل للتلفاز

 توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم مشاهدة الأطفال دون سن الثانية للتلفاز أو لأي جهاز يعيق نموهم وحتى الأطفال بين سن الثانية والرابعة،  يفضل أن يشاهدو البرامج المناسبة لسنهم لفترات محدودة لا تتجاوز على الأكثر ساعة في اليوم.

كما يؤكد الأطباء باستمرار أن الأطفال من سن عام إلى أربعة أعوام، يحتاجون إلى الحركة كثيرًا، بما لا يقل عن 3 إلى 4 ساعات يوميًّا، ما يساعد على نموهم بشكل صحي، وهو ما لا يحدث عند جلوسهم طويلًا أمام التليفزيون.

وكبديل عن التلفاز، من المحبب توجيه الأطفال نحو القراءة منذ سن الرضاعة، وذلك بتعويدهم على قراءة القصص قبل النوم وترويض أذنهم على سماع الحكايات الغريبة والمثيرة والتربوية التي ترويها القصص المناسبة لسنهم، مما يحفز لديهم عمل الدماغ للفهم وربط أحداث القصص بما تعودوا على رؤيته من أشكال وأشخاص، ومما يحفز كذلك نمو مخيلتهم وتوسيع وتنمية مفرداتهم اللغوية.

في المقال الموالي، إكتشف كيف يمكنني كمربي أن أعود طفلي على اختيار البرامج والرسوم المتحركة الهادفة والمفيدة؟ وكيف يميز الأطفال البرامج المخلة بالأدب؟

أترك جوابا

بريدك الإلكتروني سيبقى سرا عندنا