مزايا تعلم الأطفال اللغات الأجنبية
ما هي مزايا تعلم الأطفال اللغات الأجنبية ؟ سؤال يتبادر إلى ذهن الكثير من الآباء و الأمهات و هم يشاهدون على حين غفلة، بعض الأطفال من عمر أبنائهم، وهم يتحدثون بطلاقة بلغة واحدة أجنبية عنهم أو حتى أكثر من لغة. وأيضا يحدث أن يشاهد الأباء بدهشة وإعجاب، على شاشات التلفاز أو صفحات الانترنت، برامج للصغار “العباقرة” الذين يخاطبون محاوريهم ببراعة ويجيبون على مختلف الأسئلة الموجهة لهم بلغات متعددة. ولطالما تساؤلو أيضا :
كيف يفعل الأطفال ذلك؟
هل هي حالات خاصة لصغار نابغين لغويا؟
هل تعلم اللغات الكثيرة أمر ممكن ومتاح لكل طفل؟
ومتى يمكن أن يبدأ تعلم اللغات للطفل؟ وهل هناك أضرار من تعدد اللغات؟
وما هي فوائد ذلك؟
والأهم: هل يمكنني كمربي في مجتمع عربي أن أنفذ هذا مع أطفالي؟
سنتطرق في مجموعة غنية من المقالات، للإجابة على هذه الأسئلة بما ييسر على المربي فهم تطور طفله اللغوي والمعرفي، وحاجته إلى صقل مداركه اللغوية.
قبل ذلك، ومن خلال هذا التقديم، يجب على كل مربي أن يتيقن من أن الطفل كالإسفنجة، قادر على امتصاص كم هائل من المعلومات والمفردات مهما تنوع موضوعها ولغتها وطريقة إيصالها له. وأن كل طفل، حسب درجة وسرعة تطوره الحسي واللغوي والمعرفي، قادر على التحصيل والتعلم.
لماذا سأعلم طفلي لغة أجنبية ثانية أو تالتة ؟
إن البحث أو تقصي مزايا تعليم الأطفال أكثر من لغة أمر متشعب ويحمل في طياته أكثر بكثير من الأجوبة البديهية. تشير الأبحاث إلى تفوق الأطفال الذين يتعرضون لأكثر من لغة عقليا ويتم تطوير عقولهم بشكل أكبر من خلال تشبيكات عصبية أكثر كثافة في مناطق تنفيذية مهمة في المخ.
فقد أظهر الأطفال منذ سن مبكر (7 شهور) قدرة أعلى على الانتباه والتركيز حين كانوا مزدوجي اللغة. كما أنه من مزايا تعلم اللغة الأجنبية التانية القدرة على الإبداع وإيجاد أفكار جديدة. ويفيد التعدد اللغوي أيضا في تنمية المهارات الاجتماعية عند الأطفال والمراهقين، وتحسن قدرتهم على التعبير عن أفكارهم وفهم وجهات نظر الآخرين.
كما أن قدرة الأطفال على استيعاب المقصود ووضعه في سياقه الصحيح ترتفع حين يكونون من مزدوجي اللغة، بينما يميل الأطفال ذووا اللغة الواحدة إلى أخذ الكلام بطريقة أكثر حرفية ومباشرة.
وتمتد قائمة المزايا لتشمل أيضا قدرة أعلى على حل المشكلات والتفكير في المواقف المعقدة، وكذلك، ذووا اللغات المتعددة يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض تناقص الذاكرة وضعفها.
كما أنه في عصر العولمة وثورة الاتصالات، تمثل التعددية اللغوية ضمانا للمزيد من فرص العمل، والتعلم، بل والدراسة والاطلاع أيضا. والجدير بالذكر أن الكثير من الدراسات تشير إلى أن تلك الفوائد لا تقتصر فقط على الأطفال أو حدثاء السن، بل وتمتد للكبار وحتى المسنين أيضا، حيث ينشط المخ عند معالجته للغات متعددة ويتوقد نشاطه ويتم عمل توصيلات عصبية جديدة بين خلاياه.
نابعونا في المقال القادم والذي سيكون موضوعه عن التوقيت الملائم لتعلم اللغات عند الطفل.