بقى أن نلقي الضوء على بعض الممارسات الخاطئة والمخاوف المشروعة التي تظهر على السطح عند التعامل مع قضية تعلم اللغة الثانية وخاصة بالنسبة للأطفال. فمن أكثر تلك الممارسات الخاطئة شيوعا هي الإفراط في استخدام اللغة الثانية، بحيث تتحول من لغة يدرسها إلى لغة يتعلم بها كل العلوم والمواد الدراسية كما تفعل غالبية مدارس اللغات في الوطن العربي.
فقد أشارت الأبحاث إلى أن تعلم العلوم المنطقية والطبيعية (كالرياضيات والفيزياء وغيرها) بلغة غير اللغة الأم للطالب تجعل الفهم أقل تعمقًا مما لو تعلمها بلغته الأم. حيث أكدت الأبحاث على أن التعليم الفعال يحدث داخل عقل الطفل بالضرورة من خلال لغته الأم، فهي التي يترجم إليها المفاهيم ليستوعبها ويهضمها. ولهذا نجد أن السبيل الأمثل في التعليم هو فصل تعلم اللغة عن تعلم المفاهيم العلمية الأخرى أو المواد الدراسية المختلفة.
كذلك من الممارسات الخاطئة الملاحظة في تعلم اللغة الثانية للأطفال هي الاعتماد على المصادر الإلكترونية بشكل مكثف أو كامل في تعليم اللغة الثانية. ففي دراسة أجريت بجامعة كولورادو، قام الباحثون بمقارنة نتائج التعلم من شخص حي بنتائج التعلم من مشاهدة المقاطع التعليمية أو التعامل مع برامج اللغة التفاعلية. وقد خلص البحث إلى نتيجة مفادها أن الأطفال الذين تعلموا من شخص حي أمامهم قد حققوا نسبة أعلى في التحصيل والتقاط الكلمات والتراكيب الجديدة، ولا فارق يذكر بين كون التعليم المباشر تفاعلي أكثر ويحفز عند الطفل حواسه ويثير انتباهه إلى جميع ……