الأم بفطرتها السليمة تحاول بذل كامل جهدها ووقتها حتى ترى هدوء صغيرها وابتسامته ورضاه التام بما تقدمه له، لكن ككل التجارب الجديدة، تعتبر رعاية الرضيع في شهوره الأولى تجربة مرهقة نفسيا وجسديا، خصوصا للأم العاملة والتي تعيش بعيدا عن عائلتها أوعن عائلة زوجها، أحيانا يتطلب منها استيعاب ما يجري حولها وقتا طويلا والعمل على العودة إلى نظام حياة مستقر ومتوازن وقتا أطول
أول ما يجب ان تعيه الأم في هذه المرحلة الصعبة هو أن ما تقوم به إشباعا لعاطفتها القوية اتجاه صغيرها رغم كونه مجهدا إلا انه الأسلم فطريا، يعني أن تفضل الام حمل صغيرها مرارا وتكرارا حين يبدأ بالبكاء رغم تعبها وما ينتظرها من عمل في المنزل هو الأقرب لسلامة الصغير النفسية وراحته وسلامتها النفسية هي أيضا من أن تدعه يبكي حتى يتعب وينام باعتبار أنها قد قد لبت جميع حاجياته الأساسية، وذلك لكون غريزة الأمومة التي أودعها الله في المرأة تجعلها تحتاج هي لضمه وشم رائحته وتأمل ملامحه الصغيرة بقدر ما يحتاج هو لضمتها وللشعور بالأمان وهي تحمله بين يديها
وهناك بعض الطرق العملية لتخفيف العبء على الأم منها:
- تقبل الفوضى: الأمرهنا يهم أساسا النساء المهووسات بالترتيب واللاتي تكون الفوضى المفاجئة والخارجة عن السيطرة سببا للتعاسة عندهن أكثر من السهر ومشقة رعاية الرضيع. السر في هذه الحالة، كما ينصح المتخصصون، هو تقبل أن الفوضى أمر حتمي لكنه مؤقت وكذلك محاولة ترتيب المنزل وخصوصا حاجيات الرضيع بشكل لا يسبب الفوضى عند البحث عنها
- تبسيط الأعمال اليومية: على الأم بعد ولادة طفلها جرد مسؤولياتها اتجاه بيتها ثم التخلص من الاعباء غير المهمة، مثل الطبخ مرتين أو ثلاتا يوميا، فالتقليل من ساعات إعداد الطعام إما بعمل كميات مضاعفة أو تحديد ما يمكن ان تقوم به هي وما ستحتاج فيه مساعدة غيرها سيشكل رغم بساطته فارقا كبيرا.
- تقليل مشتريات الرضيع: لا يجب على الأم أن تضيف إلى أعبائها اليومية الخروج مرارا للبحث عن طلبات صغيرها يفضل استشارة أمهات جدد أخريات لمعرفة الأشياء الضرورية التي تحتاجها الأم وعمل قائمة من الأكثر إلى الأقل أهمية وتحديد الوقت المناسب للشراء والمتلائم مع برامج الأم اليومية إلا إذا كانت تعتبر الخروج مع صغيرها والتبضع أمرا يحسن مزاجها وينسيها أعباءها الكثيرة ويفضل في هذه الحالة اصطحاب أحد الأشخاص الذين تترتاح بوجودهم للمساعدة
- دور الزوج : على كل أم أن تشرك زوجها في الاهتمام برضيعهما، وأن توضح له أهمية وجوده بجانبها في هذه الفترة الصعبة
- ممارسة الرياضة: لايخفى على اي أم أهمية ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وبالرغم من كون الأعباء الملقاة على عاتق الأم كثيرة إلا أنه من المهم الخروج من المنزل قليلا وإيجاد فرص ولو صغيرة لممارسة الرياضة، يمكن للأم استغلال الأيام المشمسة للخروج والمشي مع زوجها وصغيرهما ولو مرة واحدة في الأسبوع
- التغذية السليمة: إن تناول غذاء متكامل ومنتظم سيعزز طاقة الام ويساعدها على متابعة عملية الرضاعة بشكل ممتاز خاصة تناول الأطعمة المدرة للحليب
- إيجاد شخص يعتمد عليه للمساعدة: سواء تعلق الأمر بالاعتناء بالرضيع أو المنزل أو بالأم نفسها، فلا بأس من البحث عن مدبرة للمنزل أوطلب مساعدة الأشخاص المقربين الذين تساعد ظروفهم على البقاء بجانب الأم لفترة طويلة والعمل على راحتها